إن اختلاف وجهات النظر بين الزوج والزوجة في البداية يؤدي إلى المزيد من التصادمات والاختلافات، وهذا يظهر بشدة في بعض التصرفات التي من المفروض اكتشافها في فترة الخطوبة بدلاً من تطورها إلى المرحلة الزواجية.
واحدة من تلك المشكلات التي تشتكي منها بعض السيدات “الرجل البيتوتي”، الرافض للخروج والتنزّه وحضور المناسبات الاجتماعية، فيما يفضّل البقاء فيه حتى لو ليوم كامل.
أسباب عدم اندماجه مع الناس
بحسب الأخصائي النفسي باسم التُّهامي فإن عدم اندماج الزوج في الحياة العملية والخروج مع زوجته إلى أماكن متنوعة بغرض الترفيه أمرٌ في غاية الخطورة، ويترتب عليه التدقيق الكامل والتدخّل في جميع التفاصيل والأمور المنزلية، وبالتالي نشوب خلافات مستمرة.
ويصف التُّهامي ذلك الشخص بالرجل “التجنُّبي”، أي أنه لا يستطيع الاندماج وسط المحيطين أو تكوين دائرة معارف وأصدقاء؛ لأن تلك السمات من الممكن أن تكون ذا طابع اضطرابي مرضي، وتكون تلك المسألة نتيجة لأفكار مرضية ثابتة وراسخة في تفكيره بأن الاندماج قد يُحدث مشاكل مع الآخرين، وبالتالي يحتاج فعليًا إلى متخصص نفسي لتحديد المشكلة والعمل على حلها.
مشكلة حقيقية
بالنسبة لجلوس الزوج لفترات طويلة دون ممارسة أية أنشطة اجتماعية أخرى، مسألة خطيرة؛ فعلى صعيد الزوجة، من الممكن أن يجبرها على معاداة من حولها والتقليل من تحركاتها كي تتطبّع بطبعه فتصبح وحيدة منعزلة عن المحيطين، جالسة إلى جانبه خشية تركه وحده، ولتلبية احتياجاته إذا احتاج شيئًا ما، كما يرى التُّهامي.
أما على مستوى الأطفال، فسينشؤون في بيئة غير صحية، ولن يكونوا أسوياء، كالذين يعيشون في بيت آمن قائم على التفاعل الإيجابي بين جميع أعضائه، وهذا ما يتطلب من الزوجة حُسن التصرف والسلوك والبُعد عن العصبية والنرفزة، أي إما تقبل الوضع أو ترفضه تمامًا.
ومن جهة أخرى، تستطيع الزوجة، وفق التُّهامي، توفير عمل إضافي إلى جانب عمله الأساسي كفرصة لتغيير نمط حياته، وتكوين دائرة من التواصل مع الآخرين، وبذلك تكون قد حققت نقطة إيجابية وذات أثر فعال.
ويمكنها أيضًا، تشجيعه على القيام بأداء روتيني، كشراء احتياجاتها وتسديد فواتير المنزل، بحيث تكون معه ضمن جدول زمني محدد وتكراري كي يتم تعديل سلوكه في حالة تفاقمت الأمور للأصعب.
وانتهى التُّهامي إلى أن استكمال حياتها الزوجية وقبول رفضه الاندماج مع الناس، مقابل الاتفاق معه على الخروج للتنزه وحدها، أو اصطحاب أطفالها للَّعب ومقابلة الناس وتغيير الجوّ العام وإعطائهم حقوقهم كأطفال خارج نطاق المنزل، حتى ينشؤوا في بيئة مناسبة وجوّ صحي جيّد، مسألة تخصّها وتعود لها وحدها.
(فوشيا)